أركان التشبيه
المــــشبه، والمــــشبه به، وجه الــــشبه،
وأداة الــــتشبيه
أركان
التشبيه أربعة هي:
- المشبه.
- والمشبه به.
- وجه الشبه.
- أداة التشبيه.
أما الغرض فيفهم من السياق.
وسنفصل الحديث عن باقي هذه الأركان في
التدوينات القادمة بعو الله تعالى مشفوعة بشواهد منتقاة منكلام الله تعالى معدن
البلاغة والبيان، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم، أفصح من نطق بالضاد، ومن الأدب
العربي الرفيع.
الركن الأول: المشبه:
وهو
الشيء الذي يراد توضيحه وجلاء صورته بالحاقه بالأمر الآخر، فهو العنصر الرئيسي في
الصورة التشبيهية، وبقايا العناصر تجلب لخدمته الا في التشبيه المقلوب كما سنرى،
ويغلب ظهور المشبه في الصورة ولكنه قد يحذف للعلم به على أن يكون مقدرا في الاعراب
كما في قوله تعالى: ((صم بكم عمي فهم لا يرجعون))
أي هم صم على الحق فلا يسمعونه سماع قبول، خرس على الخير فلا يقولونه، عمي
عن طريق الهدي فلا يرونه، فهم لا يرجعون عن الضلالة.
ولا
يجوز أن يكون المعنى: أنهم منعوا عن الايمان، لأنه لو جاز ذلك لم يكن لخطابهم ولا
على غير فعلهم معنى.
قال
أبو حيان: (ت745هـ) في "البحر المحيط": "وهو على اضملر مبتدا
تقديره هم صم، وهي أخبار متباينة في اللفظ والدلالة الوضعية لكنها في موضع خبر
واحد، اذ يؤول معناها كلها الى عدم قبولهم الحق وهم سمعاء الآذان، فصح الألسن،
بصراء الأعين، لكنهم لم يصيخوا الى الحق ولا نطقت به السنتهم، ولا تلمحوا أنوار
الهداية، وصفوا بما وصفوا من الصمم والبكم والعمي.
وقد سمع عن العرب لهذا نظائر، كقول
مسكين الدارمي:
أعـــمى اذا ما جارتي برزن حتى يواري جارتي الخــــضر
وتصم عما كـان بيـــــنهما أذني ومـــا في سمعها وقــر
والعرب اذا سمعت ما لا تحب أو
رأت ما لا يعجب، طرحوا ذلك كأنهم ما سمعوه وما رأوه. قال جل في علاه: ((واذا تتلى
عله آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب اليم))
(لقمان-7). وقال تعالى: (( وقالوا قلوبنا في أكنة...)) الآية. قيل: ويجوز أن يكون أريد
بذلك المبالغة في ذمهم، وأنهم من الجهل والبلادة أسوأ حالا من البهائم، وأشبه حالا
من الجمادات التي لا تسمع ولا تتكلم ولا تبصر".
وهذا معنى قوله تعالى: ((ولقد
ذرأنا لجهم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها
ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون))
(الأعراف-179).
وكقول عمران بن حطان مخاطبا
الحجاج بن يوسف الثقفي (ت95هـ):
أسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر
أي
أنت أو هو أسد، وأنت نعامة.
إرسال تعليق