معرفة الإسناد العالي والنازل
هذه المقالة تتناول:
- تعريف الإسناد
- أقسام الإسناد العالي
- تعريف الموافقات في الحديث
- تعريف البدل في الحديث
- تعريف المساواة في الحديث
- تعريف المصافحة في الحديث
تعريف الإسناد:
أصل الإسناد أولا خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة وسنة بالغة من السنن المؤكدة.
يقول الإمام ابن الصلاح: روينا من غير وجه عن عبد الله بن المبارك أنه قال: الإسناد من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، وطلب العلو فيه سنة أيضا ولذلك استحبت الرحلة فيه.
قال الإمام ابن حنبل رضي الله عنه: طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف. وقد روينا أن يحيى ابن معين رضي الله عنه قيل له في مرضه الذي مات فيه ما تشتهي؟ قال: بيت خالي وإسناد عالي.
قال الإمام ابن الصلاح: العلو يبعد الإسناد من الخلل لأن كل رجل من رجال الإسناد يحتمل أن يقع الخلل من جهته سهوا أو عمدا ففي قلتهم قلت جهات الخلل وفي كثرتهم كثرة جهات الخلل، وهذا واضح جلي.
أقسام الإسناد العالي:
العلو المطلوب في رواية الحديث على أقسام خمسة:
القسم الأول: القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم
القرب من رسول الله عليه الصلاة والسلام بإسناد نظيف غير ضعيف، وذلك من أجل أنواع العلو. وقد روي عن محمد بن أسلم الطوسي الزاهد العالم رضي الله عنه أنه قال: "قرب الإسناد قرب أو قربة إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا كما قال لأن قرب الإسناد قرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقرب إليه قرب إلى الله تعالى.
القسم الثاني: القرب من إمام من أئمة الحديث
وهو الذي ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ: القرب من إمام من أئمة الحديث وإن كثر العدد من ذلك الإمام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذا وجد ذلك في إسناد وصف بالعلو نظر إلى قربه من ذلك الإمام وإن لم يكن عاليا بالنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكلام الحاكم يوهم أن القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعد من العلو المطلوب أصلا. وهذا غلط من قائله لأن القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد نظيف غير ضعيف أولى بذلك.
ولا ينازع في هذا من له مسكة من معرفة وكأن الحاكم أراد بكلامه ذلك إثبات العلو للإسناد بقربه من إمام وإن لم يكن قريبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والإنكار على من يراعي في ذلك مجرد قرب الإسناد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان إسنادا ضعيفا، ولهذا مثل ذلك بحديث أبي هدبة ودينار والأشج وأشباههم والله أعلم.
القسم الثالث: النسبة إلى رواية الصحيحين أو غيرهما من الكتب المعروفة
مراجعة: تعريف الإسناد... من هنا
العلو بالنسبة إلى رواية الصحيحين أو أحدهما أو غيرهما من الكتب المعروفة المعتمدة وذلك ما اشتهر اخرا من الموافقات والإبدال والمساواة والمصافحة.
وقد كثر اعتناء المحدثين المتأخرين بهذا النوع. وممن وجد هذا النوع في كلامه أبو بكر الخطيب الحافظ وبعض شيوخه وأبو نصر ابن ماكولا وأبو عبد الله الحميدي وغيرهم من طبقتهم وممن جاء بعدهم.
تعريف الموافقة في الحديث:
الموافقة هي أن يقع لك الحديث عن شيخ مسلم فيه مثلا عاليا بعدد أقل من العدد الذي يقع لك به ذلك الحديث عن ذلك الشيخ إذا رويته عن مسلم عنه.
تعريف البدل في الحديث:
البدل مثل أن يقع لك مثل هذا العلو عن شيخ غير شيخ مسلم مثل شيخ مسلم في ذلك الحديث، وقد يرد البدل إلى الموافقة فيقال فيما ذكرناه إنه موافقة عالية في شيخ شيخ مسلم ولو لم يكن ذلك عاليا فهو أيضا موافقة وبدل لكن لا يطلق عليه اسم الموافقة والبدل لعدم الإلتفات إليه.
تعريف المساواة في الحديث:
المساواة في أعصارنا هي أن يقل العدد في إسنادك لا إلى شيخ مسلم وأمثاله ولا إلى شيخ شيخه بل إلى من هو أبعد من ذلك, كالصحابي أو من قاربه، وربما كان إلى رسول اله صلى الله عليه وسلم بحيث يقع بينك وبين الصحابي مثلا من العدد مثل ما وقع من العدد بين مسلم وبين ذلك الصحابي، فتكون بذلك مساويا لمسلم مثلا في قرب الإسناد وعدد رجاله.
تعريف المساواة في الحديث:
المساواة في أعصارنا هي أن يقل العدد في إسنادك لا إلى شيخ مسلم وأمثاله ولا إلى شيخ شيخه بل إلى من هو أبعد من ذلك, كالصحابي أو من قاربه، وربما كان إلى رسول اله صلى الله عليه وسلم بحيث يقع بينك وبين الصحابي مثلا من العدد مثل ما وقع من العدد بين مسلم وبين ذلك الصحابي، فتكون بذلك مساويا لمسلم مثلا في قرب الإسناد وعدد رجاله.
تعريف المصافحة في الحديث:
المصافحة تعني أن تقع هذه المساواة التي وصفناها لشيخك لا لك فيقع ذلك لك مصافحة إذ تكون كأنك لقيت مسلما في ذلك الحديث وصافحته به لكونك قد لقيت شيخك المساوي لمسلم. فإن كانت المساواة لشيخ شيخك، كانت المصافحة لشيخك فتقول كأن شيخي سمع مسلما وصافحه وإن كانت المساواة لشيخ شيخ شيخك فالمصافحة لشيخ شيخك فتقول فيها كأن شيخ شيخي سمع مسلما وصافحه، ولك أن لا تذكر لك في ذلك نسبة بل تقول كأن فلانا سمعه من مسلم من غير أن تقول فيه شيخي أو شيخ شيخي.
ثم لا يخفى على المتأمل أن في المساواة والمصافحة الواقعتين لك لا يلتقي إسنادك وإسناد مسلم أو نحوه إلا بعيدا عن شيخ مسلم فيلتقيان في الصحابي أو قريبا منه، فإن كانت المصافحة التي تذكرها ليست لك بل لمن فوقك من رجال إسنادك أمكن التقاء الإسنادين فيها في شيخ مسلم أو أشباهه وداخلت المصافحة حينئذ الموافقة فإن معنى الموافقة راجع إلى مساواة أو مصافحة مخصوصة إذ حاصلها أن بعض من تقدم من رواة الإسناد العالي ساوى أو صافح مسلما أو البخاري لكونه سمع ممن سمع من شيخهما مع تأخر طبقته عن طبقتهما، ويوجد في كثير من العوالي المخرجة لمن تكلم أولا في هذا النوع وطبقتهم المصافحات مع الموافقات والإبدال لما ذكرناه...
إرسال تعليق