ترجمة الإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
هو الإمام الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن عثمان بن قايماز الذهبي.
وقد جاء في شذرات الذهب في وصفه:
أما أستاذنا أبو عبد الله فبصر لا نظير له، وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود حفظا، وذهب العصر معنى ولفظا، وشيخ الجرح والتعديل، ورجل الرجال في كل سبيل،
كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد، فنظرها قم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها، وهو الذي خرجنا في هذه الصناعة، وأدخلنا في عداد الجماعة، جزاه الله عنا أفضل الجزاء، وجعل حظه من الجنان موفر الأجزاء.
كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد، فنظرها قم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها، وهو الذي خرجنا في هذه الصناعة، وأدخلنا في عداد الجماعة، جزاه الله عنا أفضل الجزاء، وجعل حظه من الجنان موفر الأجزاء.
مولد الإمام الذهبي وسماعه:
كان موله الأمام الذهبي في سنة ثلاث وسبعين وستمائة 673 هـ بكفر بطنا من غوطة دمشق، وطلب الحديث وله ثمان عشرة 18 سنة، فسمع بدمشق من عمر بن القواس، وأحمد بن هبة الله ابن عساكر، ويوسف بن أحمد القمولي وغيرهم. وببعلبك من عبد الخالق بن علوان، وزينب بنت عمر بن كندى وغيرهما.
وبمصر من الأبرقوهي، وعيسى بن عبد المنعم بن شهاب، وشيخ الإسلام ابن دقيق العيد، والحافظين: أبي محمد الدمياطي، وأبي العباس بن الظاهري وغيرهم.
وسمع بالإسكندرية من أبي الحسن علي بن أحمد الغرافي، وأبي الحسن يحيى ابن أحمد بن الصواف وغيرهما.
وسمع بمكة من التوزري وغيره، وسمع بحلب من سنقر الزيني وغيره، وبنابلس من العماد بن بدران...
وفي شيوخه كثرة لا نطيل بتعدادهم. وسمع منه الجمع الغفير.
وأقام بدمشق يرحل إليه من سائر البلاد، وتناديه السؤالات من كل ناد، وهو بين أكنافها كنف لأهلها، وشرف تفتخر به، وتزهى به الدنيا وما فيها.
وكل تصانيفه شاهدة علة تبحره ومهارته في العلوم النقلية.
والرجل قد رجع في كتابه هذا -يقصد الميزان- إلى كتابه المغني، وإلى الحافل المذيل على الكامل لابن عدي... وغيرها كثير.
ولم يكن عمله في الكتاب مقصورا على النقل عن غيره من السابقين، فقد كان ناقدا ألمعيا، يذيل على كلام غيره برأيه، ومن أمثلة ذلك:
- ما جاء في ترجمة أبان يزيد العطار، قال:
(قد أورده أيضا العلامة ابن الجوزي في الضعفاء ولم يذكر فيه أقوال من وثقه).
وهذا من عيوب كتابه، يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق.
- وما جاء في ترجمة حفص بن أسلم، قال:
(قال ابن القطان: لا يعرف له حال. قلت: لم أذكر هذا النوع في كتابي هذا، لأن ابن القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه إمام عاصر ذاك الرجل أو أخذ عن من عاصره ما يدل على عدالته، وفي الصحيحين من هذا النمط كثير ما ضعفهم أحد، ولا هم بمجاهيل.
- ما جاء في ترجمة مالك المصري:
قال ابن القطان: وهو ممن لم تثبت عدالته، يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة، وفي رواة الصحيح عدد كثير ما علمنا أن أحدا وثقه، والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه – أن حديثه صحيح.
وهكذا يعقب على أحكام غيره إن وجد إلى ذلك سبيلا من الحق.
وليس هذا شأنه في كتاب الميزان وحده، بل هو دأبه وديدنه في كتبه الأخرى.
وفاة الإمام الذهبي:
توفي الإمام الذهبي رحمه الله ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة 748 هـ في دمشق بالمدرسة المنسوبة لأم الصالح في قاعة سكنه، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
مؤلفات الإمام الذهبي:
أما مؤلفات الأمام الذهبي فقد أوردها ابن تغرى بردى في المنهل الصافي، وعد منها خمسة وستين كتابا، أهمها:
1. تاريخ الإسلام الكبير في 21 مجلدا.
2. تذهيب التهذيب.
3. ميزان الاعتدال في نقد الرجال.
4. النبلاء في شيوخ السنة.
5. طبقات الحفاظ.
6. طبقات مشاهير القراء.
7. التاريخ الممتع.
8. سير النبلاء.
9. التجريد في أسماء الصحابة.
10.مشتبه النسبة.
11.اختصار تاريخ دمشق.
12.اختصار سنن البيهقي.
13.المقتنى في المغني في الضعفاء.
14.العبر بأخبار من غبر.
15.مختصر تاريخ الخطيب.
وفي ذيل تذكرة الحفاظ: ومصنفاته ومختصراته وتخريجاته تقارب المائة.
وقال عنه السيوطي في تذكرة الحفاظ:
(والذي أقوله: إن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر)
إرسال تعليق