النعت: باعتبار معناه، باعتبار لفظه:
درس مفصل
أقسام النعت باعتبار معناه:
ينقسم النعت باعتبار معناه إلى: نعت تأسيس، ونعت تأكيد، وتعت توطئة.
1- نعت تأسيسي، أو مؤسس.
تعريف نعت التأسيس أو المؤسس: نعت التأسيس هو الذي يدل على معنى جديد لا يفهم من الجملة بغير وجوده، مثل:
- راقني الخطيب الشاعر.
فكلمة الشاعر نعت أفاد معنى جديدا لا يستفاد إلا من ذكرها.
2- نعت تأكيد، أو مؤكد.
تعريف نعت التأكيد أو المؤكد: تعت التأكيد هو الذي يدل على معنى يفهم من الجملة بدون وجوده، مثل:
- تخيرت من الأطباء النّطاسيَّ البارعَ.
فكلمة البارع نعت مفهوم المعنى من كلمة: (النَّطاسيَّ) التي بمعناه، ومن الجملة قبله أيضا، لأن التخيّر لا يكون في الأغلب إلا للبارع.
3- نعت التوطئة، أو التمهيد.
تعريف نعت التوطئة، أو التمهيد: هو أن يكون النعت جامدا وغير مقصود لذاته، والمقصود هو ما بعده، وإنما ذكر السابق ليكون توطئة وتمهيدا لنعت مشتق بعده يتجه القصد له، مثل:
- استعنت بأخ، أخ مخلص.
فكلمة: (أخ) الثانية نعت غير مقصود لذاته، وإنما المقصود هو المشتق الذي يليه، ولهذا يسمى النعت الجامد هذا بالنعت الموطِّي.
أقسام النعت باعتبار لفظه:
ينقسم النص باعتبار لفظه إلى: مفرد، وجملة، وشبه جملة
1- النعت المفرد:
الأشياء القياسية التي تصلح أن تكون نعتا مفردا، هي:
- الأسماء المشتقة العاملة، أو ما في معناها.
المقصود بالعاملة:
- اسم الفاعل.
- صيغ المبالغة.
- الصفة المشبهة.
- اسم المفعول.
- أفعل التفضيل.
- الأسماء المشتقة الغير العاملة.
غير العاملة:
- اسم الزمان.
- اسم المكان.
- اسم الآلة.
فلا تقع نعتا.
والمقصود ب: ما في معناها: كل الأسماء الجامدة التي تشبه المشتق في دلالتها على معناه، والتي تسمى: الأسماء المشتقة تأويلا. فإنها تقع نعتا أيضا، وأشهرها:
أ- أسماء الإشارة غير المكانية، مثل: هذا وفروعه، وهي معارف فلا تقع نعتا إلا للمعرفة، مثل:
- استمعت إلى الناصح هذا.
أي إلى الناصح المشار إليه، فهي تؤدي المعنى الذي يؤديه المشتق.
أما أسماء الإشارة المكانية، مثل: هنا، ثم ... فظروف مكان، لا تقع بنفسها نعتا، لأن مهمتها تختلف عن مهمة النعت. ولكنها تتعلق بمحذوف يكون هو النعت، مثل:
- أسرع العطاش إلى ماء هنا.
أي: موجود هنا، أو نحو هذا التقدير. ومن التيسير المقبول أن يقال للاختصار (الظرف نعت).
ب- ذو، المضافة، بمعنى: صاحب. فهي تؤدي ما يؤديه المشتق من المعنى. وتكون نعتا للنكرة، نحو:
- أنت بصحبة عالم ذي خلق كريم.
ومثل ذو، فروعها. وفروع ذو، هي:
o ذَوَا.
o ذوَي.
o ذوو.
o ذوي.
o ذات.
o ذاتا.
o ذوات.
ت- الموصولات الاسمية المبدوءة بهمزة وصل، مثل: الذي – التي – اللائي - ... بخلاف أيّ الموصولة.
أما (من) و (ما) ففي النعت بهما خلاف، والصحيح جوازه. ولما كانت الموصولات معرفة وجب أن يكون منعوتها معرفة، ومن الأمثلة:
- الضعيف الذي يحترس من عدوه، أقرب نت السلامة إلى القوي الذي ينخدع، أو يستهين.
والتأويل: الضعيف المحترس من عدوه، أقرب إلى السلامة من القوي المنخدع.. فمعناها معنى المشتق.
ث- الاسم الجامد الدال على النسب قصدا، وأشهر صوره أن يكون في آخره ياء النسب، أو أن يكون على صيغة: (فعّال) أو غيرها من الصيغ الدالة على الانتساب قصدا كما تدل ياء النسب، فهو يؤدي المعنى الذي يؤديه لفظ: (المنسوب لكذا)، مثل:
- ألمح في وجه الرجل العربي كثيرا من أمارات الصراحة، والشجاعة، والكفاح.
أي: المنسوب إلى العرب، ومثل:
- اشتهر الرجل اليوناني بالنشاط والهجرة إلى حيث يتسع الرزق أمامه، وفي بلادنا جماعة منهم تمارس الحرف والصناعات المختلفة. فتجد بينهم التاجر، والبقال، واللبان، والنجار، والحداد...
أي: المنسوب للتجارة، والبقل، واللبن، والنجر، والحديد... وإنما ينسب إليها لأنه يلازم العمل فيها والتفرغ لها. وهذا النوع من الأسماء الجامدة يصلح نعتا للنكرة والمعرفة، ولابد أن يطابقهما تنكيرا، وتعريفا. مثل:
- ألمح في وجه الرجل العربي النبلَ.
- ألمح في وجه رجـل عربـي النبلَ.
ج- المصغر، لأنه يتضمن وصفا في المعنى، فهو في هذا كالنسب، ومن ثم يلحقان بالمشتق، نحو:
- هذا طفل رجيل. (في المدح).
- هذا رجل طفيل. (في الذم).
ح- الاسم الجامد المنعوت بالمشتق، مثل:
- اقتديت برجل رجل شريف.
وهذا النوع من النعت هو المسمى ب: النعت الموطّئ. ومنه قولهم الوارد عنهم:
- ألا ماء ماء باردا.
خ- المصدر، بشرط أن يكون منكرا صريحا، غير ميمي وغير دال على الطلب، وأن يكون فعله ثلاثيا، وأن يلتزم صيغته الأصلية من ناحية الإفراد والتذكير وفروعهما، (والأغلب أن تكون صيغته ملازمة الإفراد والتذكير، فإن كانت كذلك في أصلها، لم يجز تثنيتها، ولا جمعها ولا تأنيثها، ولا إخراجها عن وزنها الأول).. مثل:
- رأيت في المحكمة قاضيا عادلا، وشهودا صدقا، ونظاما رضى، وجوعا زورا بين المتقاضين.
تقصد: قاضيا عادلا، وشهودا صادقين، ونظاما مرضيا، وجموعا زائرة بين المتقاضين...
فالمعنى على تأويل المصدر باسم مشتق كالسابق، ويصح أن يكون على تقدير مضاف محذوف هو النعت، ثم حذف وحل المصدر محله، وأعرب نعتا مكانه، والأصل قاضيا صاحب عدل – شهودا أصحاب صدق – نظاما داعي رضا – جموعا أصحاب زور، أي أصحاب زيارة. والداعي للنعت بالمصدر مباشرة وترك المشتق، أو المضاف المحذوف على الوجه السابق أن النعت بالمصدر أبلغ وأقوى، مل فيه من جعل المنعوت هو النعت. أي: هو نفس المعنى مبالغة.
اختلاف العلماء في وقوع المصدر نعتا:
قد اختلف رأي النحاة في وقوع المصدر نعتا، أقياسي هو أم مقصور على السماع؟ وأكثرهم يميل إلى قصره على السماع، مع اعترافهم بكثرته في الكلام العربي الفصيح، وأنه أبلغ في أداء الغرض من المشتق، وهذا الاعتراف بالكثرة يناقض أنه مقصور على السماع. فالأحسن الأخذ بالرأي الصائب الذي يجعله قياسيا -بشروطه- ولا خوف من اللبس المعنوي أو خفاء المراد، لأن القرائن والسياق يزيلان هذا كله، ويبقى للنعت بالمصدر مزيته السالفة التي انفرد بها دون المشتق.
د- اسم المصدر إذا كان على وزن من أوزان مصدر الثلاثي ككلمة: (فطر) اسم مصدر للفعل: (أفطر)، وهي بمعنى مفطر أو صاحب إفطار، مثل:
- هذا رجل فطر.
- هذان رجلان فطر.
- هؤلاء رجال فطر.
ذ- العدد، مثل:
- قرأت كتبا سبعة.
- كتبت صحفا خمسة.
ر- بعض ألفاظ أخرى جامدة مؤولة بالمشتق، معناها بلوغ الغاية في الكمال أو النقص، كلفظة: (كلّ) ، مثل:
- عرفت العالم كل العالم ...
ز- الجامد الذي يدل دلالة الصفة المشبهة مع قبوله التأويل بالمشتق، ومن أمثلته:
- فلان رجل فراشة الحلم.
- فرعون العذاب.
- غربال الاهاب.
فكلمة: فراشة، فرعون، وغربال تعرب نعتا بالمشتق لأنها بمعنى: أحمق، وقاس، وحقير.
إرسال تعليق