الحقيقة والمجاز | التعريف | الأقسام | الأنواع
أنواع الحقيقة
الحقيقة نوعان
1. حقيقة من طريق اللغة
2. حقيقة من ناحية المعنى والمعقول
وبيان هذا أنّا إذا وصفنا كلمة مفردة بكونها حقيقة كما إذا أطلقنا
السّبع على الحيوان المعروف واليد على الجارحة المخصوصة، كان ذلك الإطلاق
حكما آتيا من ناحية اللغة.
ألا ترى أنّا نقول إن المتكلم استعمل الكلمة فيما وضعت له ابتداء في اللغة
وإذا وصفنا بالحقيقة الجملة من الكلام كان ذلك الوصف آتيا من جهة
المعقول دون اللغة، لأن الأوصاف اللاحقة للجمل من حيث إنها جمل لا يصح ردها
إلى اللغة، ولا وجه لنسبتها إلى واضعها لأن التأليف هو إسناد فعل إلى اسم أو
اسم إلى اسم، وذلك شيء يحدث على حسب قصد المتكلم فمثلا كتب لا يصير خبرا عن
خالد في قولك خالد كتب بوضع اللغة بل بمن قصد إثبات الكتابة فعلا له كذا.
تعريف الحقيقة لغة واصطلاحا
تعريف الحقيقة في اللغة
فعيل بمعنى فاعل من حقّ الشيء إذا ثبت أو بمعنى مفعول من حققت الشيء
إذا أثبتّه ثم نقل إلى الكلمة الثابتة أو المثبتة في مكانها الأصلي، والتاء
فيها للنقل من الوصفية إلى الإسمية.
تعريف الحقيقة في الاصطلاح
قد سبق وأشرنا إلى أن الحقيقة على قسمين: حقيقة لغوية، وحقيقة
عقلية.
1. الحقيقة اللغوية هي: الكلمة المستعملة فيم وضعت له في اصطلاح
التخاطب.
والوضع تعيين اللفظ على الدلالة على معنى بنفسه، فخرج ب -نفسه-
المجاز لأن دلالته بالقرينة، ودخل المشترك لأنه قد عين للدلالة عن كل
من المعنيين بنفسه وعدم فهم أحدهما بالتعيين لعارض لا ينافي ذلك، فالقرء مثلا
عين مرّة للدّلالة على الطهر بنفسه وأخرى للدلالة على الحيض بنفسه، فهو موضوع
لكل منهما على وجه الاستقلال.
وخرج ب -المستعملة- الكلمة قبل الاستعمال، فلا تسمى حقيقة ولا مجازا.
وخرج ب- فيم وضعت له- الغلط نحو قولك: خذ هذا الكتاب وأنت تشير إلى مسطرة،
والمجاز الذي لم يستعمل فيما وضع له لا في اصطلاح التخاطب ولا في غيره
كالأسد المستعمل في الرجل الشجاع، لأن الاستعارة وإن كانت موضوعة فوضعها
تحويلي، أي: يحتاج إلى قرينة لا تحقيقي، والمفهوم من إطلاق الوضع التحقيقي
وهو ما كانت الدلالة فيه بنفسه لا بقرينة.
وخرج ب -اصطلاح التخاطب- المجاز المستعمل فيم وضع له في اصطلاح آخر
غير الاصطلاح الذي وقع به التخاطب كالزكاة إذا استعملها الشرعي في النماء
فإنها تكون مجازا لأنها لفظ استعمل في غير ما وضع له في اصطلاح الشرع وهو
الجزء المخصوص الذي يؤخذ من المال ويعطى للسائل والمحروم وإن كان مستعملا
فيما وضع له في اصطلاح اللغة فلولا هذا القيد لتناول
تعريف الحقيقة هذا المجاز.
2. الحقيقة العقلية هي: إسناد الفعل أو ما في معناه إلى ما هو له عند
المتكلم في الظاهر.
أي: إسناد الفعل أو ما في معناه وهو: المصدر، واسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، والظرف
إلى ما هو له عند المتكلم فيما يفهم من ظاهر حاله بألا بنصّب قرينة على أنه
غير ما هو له في اعتقاده، ومعنى كونه له أنّ حقّه أن يسند إليه لأنه وصف له
وذلك كإسناد الفعل المبني للفاعل إلى الفاعل وإسناد الفعل المبني للمفعول.
وستأتي الأمثلة بحسب القسم بحول الله.
أقسام الحقيقة
1. ما يطابق الواقع والاعتقاد معا:
كقول الموحد: خلق الله العالم.
2. ما يطابق الواقع دون الاعتقاد: ولا
يكاد يوجد له مثال، ومثلوا له بقول المعتزلي لمن لا يعرف حقيقة حاله وهو
يخفيها عنه (خلق الله الأفعال كلها)، إذ هو لا يعتقد ذلك وإنما يعتقد أن
الأفعال الاختيارية مخلوقة بكسب العبد واختياره.
3. ما يطابق الاعتقاد دون الواقع: كقول
الطبعي المنكر لوجود الإله: شفى الطبيب المريض، وعليه قول تبارك وتعالى
حكاية عن بعض الكفار {وما يهلكنا إلّا الدهر}.
4. مالا يطابق شيئا منهما كالأقوال الكاذبة التي يكون المتكلم عالما بحالها دون المخاطب كما
تقول سافر محمد، وأنت تعلم أنه لم يسافر، فلو لمه المخاطب كما علمه المتكلم
لما تعين كونه حقيقة لجواز أن يجعل المتكلم علم السامع بأنه لم يسافر قرينة
على عدم إرادة ظاهره فلا يكون إسنادا إلى ما هو له عند المتكلم في
الظاهر.
تعريف المجاز لغة واصطلاحا
تعريف المجاز في اللغة
المجاز مفعل واشتقاقه من الجواز وهو التعدي من قولهم جزت موضع كذا
إذا تعدّيته، وسمي به المجاز الآتي بيانهم لأنهم جازوا به موضعه
الأصلي أو جاز هو مكانه الذي وضع فيه أولا.
تعريف المجاز في الاصطلاح
المجاز في الاصطلاح قسمان:
مجاز عقلي ولغوي، سنتكلم عنه في موضع آخر.
والثاني ضربان:
- مفرد.
- مركب، سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
فالمفرد هو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب لملاحظة
علاقة بين الثاني والأول مع قرينة تمنع إرادة المعنى الأصلي
كالأسد المستعمل في الشجاع، والغيث المستعمل في النبات.
فخرج ب -الكلمة المستعملة- الكلمة قبل الاستعمال، فلا هي حقيقة ولا
مجاز.
وخرج ب -في غير ما وضعت له- الحقيقة.
وخرج ب -في اصطلاح التخاطب- الحقيقة التي لها معنى آخر في اصطلاح
التخاطب كالزكاة إذا استعملها المتكلم باصطلاح اللغة في النماء فإنها يصدق
عليها أنها كلمة مستعملة في غير ما وضعت له لكن باصطلاح آخر وهو اصطلاح الشرع
لا اصطلاح المتكلم وهو اللغة.
فلولا هذا القيد لأمكن دخول هذه الحقيقة في تعريف المجاز.
وخرج ب -لملاحظة علاقة- وهي المناسبة الخاصة بين المعنى المنقول عنه
والمنقول إليه، والغلط كالكتاب إذا استعمل في المسطرة غلطا في مثل قولك: خذ
الكتاب مشيرا إلى مسطرة فإنّه ليس فيه علاقة ملحوظة.
وخرج ب -مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي- الكناية، فإنّ قرينتها لا
تمنع من إرادة الموضوع له.
أقسام المجاز
ينقسم المجاز إلى:
- مجاز مرسل
- استعارة
لأنّ العلاقة المصححة للتجوز إن كانت غير المشابهة فـمجاز مرسل وإلّا
فـاستعارة.
نرجو أن تكون المقالة قد أفادتك
وتعليقاتك ومشاركتك ستساعدنا كثيرا :-)
قد يساعدك الاطلاع أيضا على:
إرسال تعليق