قرينة الاستعارة - انقسام الاستعارة باعتبار الطرفين إلى عنادية ووفاقية
مفهوم قرينة الاستعارة:
الاستعارة نوع من المجاز، فلا بد لها من قرينة تفصح عن الغرض وترشد إلى المقصود ويمتنع معها إجراء الكلام على حقيقته، وقرينة الاستعارة قسمان:
1. قرينة حالية: تفهم من سياق الكلام نحو رأيت قسّا يخطب.
2. قرينة مقالية: سواء أكانت معنى واحدا نحو يرمي بالسهام من قولك رأيت أسدايرمي بالسهام، أو أكثر نحو:
فإن تعافوا العدل والإيمانا ... فإن في إيماننا نارا
فكل من العدل والإيمان باعتبار تعلق الإعاقة به قرينة على أن الغرض من النيران السيوف إذ هو دليل إلى أن جواب الشرط محذوف يقدر بنحو تحاربون أو تلجئون إلى الطاعة.
أو معاني ملتئمة مربوطا بعضها ببعض بحيث تكون كلها قرينة لا كل واحد منها كقول البحتري:
وصاعقة من نصله تنكفي بها ... على أرؤس الأقران خمس سحائب
فإذا نظرت إلى ما صنع رأيته قد استعار السحائب الخمس لأنامل يمين الممدوح كما هي عادتهم في تشبيه الجواد بالبحر الخضم طورا وبالسحاب الهطال طورا آخر وتحيل لما أراد فذكر أن هناك صاعقة وبيّن أنها من نصل سيفه، ثم قال إنها على أرؤس الأفران تفتك بهم ثم قال خمس وهي عدد أنامل اليد فاستبان للسامع من كل هذا غرضه واتضح له مقصده.
انقسام الاستعارة باعتبار الطرفين إلى عنادية ووفاقية
تقسيم الاستعارة باعتبار الطرفين قسمين:
1. استعارة وفاقية
وهي التي يمكن اجتماع طرفيها المستعار منه والمستعار له في شيء واحد، وسميت الاستعارة الوفاقية بهذا الاسم لما بين طرفيها من الوفاق.
2. استعارة عنادية
وهي التي لا يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، وسميت الاستعارة العنادية بهذا الاسم لتعاند الطرفين، وقد اجتمعتا في قوله تعالى: {أومن كان ميتا فأحييناه} أي من كان ضالا فهديناه، استعير الإحياء من معناه الحقيقي وهو جعل الشيء حيا للهداية التي هي الدلالة على الطريق الموصل إلى المطلوب، والاحياء والهداية مما يمكن اجتماعهما إذ لا يوصف الميت بالضلال.
ومن الاستعارة العنادية الاستعارة التهكمية والاستعارة التلميحية وهما ما نزل فيهما التضاد منزلة التناسب لأجل التهكم والاستهزاء أو لأجل الملاحة والظرافة نحو: {فبشرهم بعذاب أليم} استعيرت للبشارة وهي الخبر بما يسر للإنذار الذي هو ضدها بإدخاله في جنس البشارة هزؤا وسخرية بهم، ونظيره كلمة نعاتبه في قول بشار:
إذ الملك الجبار صعر خده ... أتينا إليه بالسيوف نعاتبه
والتحية في قول عمرو بن معديكرب (تحية بينهم ضرب وجيع) والثواب في قولهم ما ثوابه إلا السيف، ومنها أيضا استعارة اسم الموجود للمعدوم الذي بقيت آثاره الجميلة، أو المعدوم أو لا شيء للموجود إذا لم تنتج منه فائدة ولم يحل منه بطائل من قبل أنه شارك المعدوم في عدم غنائه ونفعه كما قال أبو تمام:
هب من له شيء يريد حجابه ... ما بال لا شيء عليه حجاب
إرسال تعليق