التشبيه أقسام التشبيه باعتبار الغرض، التشبيه باعتبار المبالغة، هل يعتبر التشبيه مجازا؟
التشبيه باعتبار الغرض
ينقسم التشبيه باعتبار الغرض إلى:
· حسن
· قبيح
1. الحسن:
هو الوافي بإفادة الغرض المطلوب منه، وذلك هو النمط الذي تسمو إليه نفوس البلغاء، وذلك بأن يكون المشبه به أعرف بوجه الشبه إذا كان الغرض بيان حال المشبه أو مقدار الحال، أو أتم شيء فيه إذا قصد إلحاق الناقص بالكامل، أو مسلم الحكم معروفا عند المخاطب إذا كان الغرض بيان إمكان الوجود، كقول امرئ القيس يصف فرسا:
على الذبل جياش كأن اهتزامه ... إذا جاش فيه حمية غلى مرجل
وقول ابن نباتة في وصف فرس أغر أبلق:
وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فحاض في أحشائه
وقول الآخر:
نشرت إلي غدائر من شعرها ... حذر الكواشح والعد والموبق
فكـــــأنني وكأنـــها وكأنــــه ... صبحان باتا تحت ليل مطبق
2. القبيح:
هو ما لم يف بالغرض لعدم وجود وجه شبه بين المشبه والمشبه به، أو مع وجوده لكن على بعد وما أحق مثل هذا بالاستكراه والذم، وأي شيء أولى بنفور الطبع السليم منه، وذلك كقول ابن نواس يصف الخمر:
وإذا ما الماء واقعها ... أظهرت شكلا من الغزل
لؤلؤات ينحدرن بها ... كانحدار الذر من جــبل
فهذا تشبيه بعيد ركيك غث اللفظ بشعه فقد شبه الحبيب بنمل صغار ينحدر من جبل، وشبيه به قول الفرزدق:
يمشون في حلق الحديد كما مشت ... جرب الجمال بها الكحيل المشعل
فقد شبه الرجال في دروع الزرد بالجمال الجرب، وذلك من البعد بمكان لأنه إن أراد السواد فلا مقاربة بينهما فيه، فإن لون حديد الدروع أبيض وإن أراد شيئا آخر فليس بواضح مع ما فيه من السخف، ونحوه قول المتنبي:
وجرى على ورق النجيع القاني ... فكأنه النارنج في الأغصان
إذ لا مشاكلة بين لون الدم ولون النارنج
التشبيه باعتبار المبالغة وهو يعد التشبيه مجازا؟
وفيه أمران
1. التشبيه باعتبار المبالغة
التشبيه باعتبار المبالغة ينقسم إلى أقسام ثلاث:
· أعلاها ما حذف منه الوجه والأداة، مثل:
§ محمد أسد.
· المتوسط في المبالغة وهو ما حذف فيه الوجه أو الأداة، مثل:
§ علي كالبدر.
§ علي بدر في الحسن والبهاء.
· أدناها ما ذكر فيه الوجه والأداة، على نحو:
§ علي كالأسد في الشجاعة.
ذلك أن القوة إما بعموم وجه الشبه ظاهرا (لأن الوجه لا بد أن يكون صفة خاصة قصد اشتراك الطرفين فيها كالشجاعة ونحوها لكن قولك كالأسد يفيد أن وجه الشبه عام في أوصاف كثيرة كالشجاعة والمهابة والقوة وكثرة الجري إلى غير ذلك من أوصاف الأسد) أو بحمل المشبه به على المشبه وإيهام أنه هو، فما اشتمل على الوجهين معا فهو في غاية القوة وهو القسم الأول، وما خلا منهما معا فلا قوة له وهو القسم الثالث، وما اشتمل على أحدهما فقط فهو متوسط وهو القسم الثاني.
2. هل يعد ويعتبر التشبيه مجازا؟
اختلف القوم في التشبيه، هل يعد التشبيه من المجاز أم لا؟
فأهل التحقيق قالوا: لا يعد من المجاز، لأن المجاز هو استعمال اللفظ في غير موضعه مع أن كلا من الطرفين مستعمل في موضوعه.
وذهب ابن الأثير إلى أنه مجاز وحجته أن مضمر الأداة من التشبيه معدود في الاستعارة فيجب أن يكون مظهرها كذلك إذ لا فرق بينهما إلا بظهور الأداة، وظهورها إن لم يزده قوة ودخولا في المجاز لم يكن مخرجا له عن سننه، كذا في الطراز بتصرف
إرسال تعليق