جهود علماء اللغة في القرنين الثاني والثالث
يكاد يكون القرن الثاني الهجري بداية النشاط الفعلي لجمع اللغة، والتأليف فيها؛ ذلك أن دخول كثير من الأعاجم في دين الإسلام أحدث ما سمي باللحن حيث سرى ذلك إلى الألسن، فأصابها الخطأ والفساد؛ فهب اللغويون يجمعون اللغة و يدونونها -يمكنك مراجعة جمع اللغة العربية وجهود العلماء في تدوينها- فارتحلوا إلى البوادي التي لم يختلط أهلها بالأعاجم، وشافهوا الأعراب، ودونوا عنهم اللغة.
وقد حفظت لنا المصادر أسماء عدد من الأعراب الذين سمع عنهم اللغويون، كما عرف في تلك الفترة كثير من اللغويين الذين عنوا بجمع اللغة وتدوينها،ولعل من أبرزهم:
- عبد الله بن إسحاق الحضرمي (ت 117 هـ).
- عيسى بن عمر (ت 149 هـ).
- أبو عمرو بن العلاء (ت 154 هـ).
- الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170 هـ).
- عمرو بن عثمان بن قنبر المعروف ب: سيبويه (ت 180 هـ).
- يونس بن حبيب (ت 182 هـ).
- علي بن حمزة الكسائي (ت 189 هـ).
- النضر بن شميل (ت 202 هـ).
- الفرّاء (ت 207 هـ).
- أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت 210 هـ).
- إسحاق بن مرار أبو عمرو الشيباني (ت 206 هـ).
- عبد الملك بن قريب الاصمعي (ت 213 هـ).
- أبو زيد القرشي (ت 215 هـ).
وألّف أولئك العلماء عددا من الكتب، كل واحد منهم له طريقته في التأليف:
طرق علماء العربية في التأليف
فمنهم من كان يجمع الألفاظ تحت باب واحد كالوحوش، أو السيوف، أو النخل. ومنهم من كان يجع في كتاب عدة أبواب. ومن تلك المؤلفات ما يتناول ظاهرة لغوية كالهمز، أو الأضداد، ومنها ما يتناول الغريب، ككتب غريب القرآن، أو غريب الحديث أو غريب اللغة، ومنها ما كان على شكل نوادر أو أمال...
ونذكر من تلك التآليف على سبيل المثال:
كتاب اللغات – كتاب الخيل – النوادر المعروف بكتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني. ورسائل: الشتاء – الإبل – الخيل – وخلق الإنسان للأصمعي. والنوادر – والهمز - والمطر - لأبي زيد القرشي. ومعاني القرآن، والمنقوص، والممدود، والأيام، والليالي، والشهور، والمذكر والمؤنث، للفراء، وغريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام، ومعاني القرآن للأخفش...
ومثل ذلك كثير من الكتب والرسائل اللغوية التي وصلتنا من القرنين الثاني والثالث للهجرة.
إرسال تعليق