أدوات الجزم في اللغة العربية
قسم العماء أدوات الجزم أو حروف الجزم إلى قسمين:
1- مايجزم فعلاً واحداً: وهي لم ولما، ولا الناهية، ولام الأمر.
2- ما يجزم فعلين:
وهي أدوات الشرط الجازمة.
قال الشيخ ابن عثيمين: (لم، ولما، وألم، وألما، ولام الأمر والدعاء، ولا في النهي والدعاء، تجزم فعلاً واحداً والبقية تجزم فعلين).
تنبيه
همزة الاستفهام، وكذلك (ألما)، هي نفسها (لما).
ما يجزم فعلاً واحداً
وهي: (لم، لما، لا الناهية، ولام الأمر)، وجميعها حروف.
v لم ولما:
وهما حرفا نفي وقلب وجزم.
★ حرفا نفي: لأنهما حولا الجملة من إثبات إلى نفي .
★ قلب: لأنهما قلبا الفعل المضارع من الحال إلى المضي .
★ جزم: لأنها جزمتا الفعل المضارع
.كما في قوله تعالى: ( لم يلد ولم يولد)
وقوله تعالى: (كلا لما يقضِ ما أمره).
v لا الناهية:
لا الناهية حرف جزم ونهي
- وهي تفيد النهي والكف عن الفعل.
-
تدخل على الفعل المضارع الذي تخاطب به فتطلب منه الكف عن عمل يعمله أو سوف يعمله
نحو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ..} البقرة.
- وقد يخرج النهي عن معناه الحقيقي ليفيد الدعاء نحو قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8)} آل عمران.
v لام الأمر:
يطلب بها إنجاز الفعل في الزمن الحاضر، أو المستقبل.
- يؤمر بها الغائب كثيرا. نحو قوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته} الطلاق.
وقوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا} النساء.
- ويؤمر بها المخاطب والمتكلم قليلا.
نحو قوله تعالى: {ولنحمل خطاياهم} العنكبوت.
- وتحذف لام الأمر كثيرا إذا وقعت بعد فعل الأمر.
نحو قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} إبراهيم.
أما إذا لم تقع بعد فعل الأمر فحذفها قليل، ويقتصر على الضرورة.
فائدة
يجزم الفعل المضارع إذا جاء جوابا للطلب. سواء أكان الطلب أمراً. نحو قوله تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)} مريم.
أو نهيًا. نحو: لا تهملْ دروسك تسلمْ من الفشل.
أو استفهاماً. نحو: أين أخوك أهنئْه
أو تمنيًا. نحو: ليتك قريب أزرْك.
ويشترط في الفعل المضارع المجزوم في جواب الطلب الشروط الآتية:
1- أن يسبق الفعل المضارع بنوع من أنواع الطلب التي بيناها آنفا.
2- أن تقع جملة المضارع جوابًا وجزاءً للطلب الذي قبلها.
3- أن يستقيم المعنى بالاستغناء عن أداة الطلب، وإحلال محلها " إن " الشرطية. نحو: اترك الإهمال تنجح في الامتحان
تصبح بعد إبدال أداة الطلب بإن الشرطية:
إن تترك الإهمال تنجح في الامتحان.
__________________________
ما يجزم فعلين
وهي أدوات الشرط الجازمة:
تنقسم إلى: حروف الشرط، وأسماء الشرط.
حرفا الشرط هما: إنْ، وإذما.
أولاً إنْ:
حرف شرط جازم، يفيد تعليق الشرط بالجواب فقط.
نحو قوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد} فاطر.
وقوله تعالى: {إن نشا ننزل عليهم من السماء آية} الشعراء.
ولحرف الشرط " إن " استعمالات كثيرة نوردها فيما يلي:
1- من الأمثلة السابقة يتضح لنا أن المفروض في " إن " الشرطية أن تجزم فعلين لفظاً، أو محلاً، يسمى الأول فعل الشرط، ويسمى الثاني جواب الشرط وجزاءه غير أنه قد يأتي بعدها اسم، وفي هذه الحالة نقدر بعدها فعلا محذوفا يفسره الفعل المذكور. نحو: إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه.
إن: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
محمد: فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير: إن تأخر محمد فعاقبه.
ومنه قوله تعالى: {إن امرؤ هلك ليس له ولد ولها أخت فلها نصف ما ترك} النساء.
2- يكثر مجيء " ما " الزائدة بعدها، فتدغم فيها النون.
نحو: إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة.
إمَّا: أصلها: إن الشرطية مدغمة مع ما الزائدة، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون لا محل لهما من الإعراب.
ومنه قوله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} الأعراف.
3- قد يأتي بعد إن الشرطية فعل مضارع منفي بلا النافية التي لا عمل لها، فتدغم "لا" في "النون"
نحو: إلا تحضر الامتحان ترسب.
إلا: أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون، لا محل لهما من الإعراب.ومنه قوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله}
ثانيا إذما:
حرف شرط جازم، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة على الزمن الماضي، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت، ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل، وأصبحت مع " ما " مثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين، ومنزلة "إنما"
نحو: إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك.
ـ ومنه قول الشاعر :
وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر ... به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا.
أسماء الشرط:
أما أسماء الشرط فهي: من، ما، مهما، متى، أيان، أنى، أين، حيثما، كيفما، أي.
وهي كلها مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد، وسنوضح ذلك بالتفصيل في موضعه
من:
اسم شرط للعاقل، تربط بين فعل الشرط، وجوابه بذات واحدة عاقلة.
نحو: من يحفظ القصيدة ينل درجة.
ومنه قوله تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} النساء
وقوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} الزلزلة.
ما:
اسم شرط لغير العاقل، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة. نحو: ما تفعل من شيء يعلمه الله.ومنه قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها} البقرة
وقوله تعالى: {وما تفعلوا من خير يوف إليكم} البقرة.
مهما:
اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة، وإبهامه يجعله لغير العاقل. نحو: مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم.
وقوله تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} الأعراف.
إعراب أسماء الشرط (من، وما، مهما)
جميعها أسماء مبنية على السكون تكون في محل رفع مبتدأ أو في محل نصب مفعول به أو خبر وفقاً للشروط الآتية
1- تكون في محل رفع مبتدأ في الحالات الآتية:
★ إذا كان فعل الشرط فعلاً متعدياً استوفى مفعوله
.نحو قوله تعالى: (ومن يعمل سوء يجزَ به). النساء
(ما أصابك من حسنة فمن الله) النساء
قال تعالى (وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين) الأعراف.
فمن وما ومهما في هذه الآيات السابقة في محل رفع مبتدأ وجملة الشرط في محل رفع خبر للمبتدأ.
★ إذا كان فعل الشرط لازماً لا يتعدى إلى مفعول.
نحو قوله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)
★ أو كان فعل الشرط فعلاً ناقصاً استوفى اسمه وخبره.
نحو قوله تعالى :(من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك)
وقوله تعالى :(ما كان لله فهو يصل إلى شركائهم)
3- وتأتي في محل نصب مفعول به إذا كان فعل الشرط متعدياً لم يستوفِ مفعوله.
منه قوله تعالى: (من يهد ِ الله فهو المهتدي)
4- وتأتي في محل نصب خبر إذا جاء فعل الشرط ناقصاً، ولم يستوفِ خبره.
نحو: مهما يكن عملك فأنت ملوم.
5- تأتي (ما ومهما) في محل نصب مفعول مطلق إذا دلتا على حدث.
نحو: مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة.
والتقدير: أي سير تسر.
متى أيان:
متى: اسم شرط جازم لفعلين يفيد الزمان، فهي تربط الجواب، والشرط بزمن واحد.
نحو: متى تخلص في عملك تنل رضا الله.
ومنه قال سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
أيان: اسم شرط للزمان المستقبل.
نحو: أيان تطع الله يساعدك.
ومنه قول الشاعر:
أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا، وإذا ... لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا
إعراب متى وأيان:
متى وأيان: سمان مبنيان الأول مبني على السكون والثاني مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط.
أنّى: اسم شرط يفيد المكان، يربط الشرط والجواب بمكان واحد.
نحو: أنّى تدع الله تجده سميعاً
ومنه قول الشاعر:
خليلــيَّ أنَّى تأتيانــيَ تأتـيا
أخاً غير ما يُرضِيكم لا يحاول
أين: اسم شرط للمكان.نحو: أين تسقط الأمطار تخضر المراعي.
ويكثر اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة الواحدة.
نحو قوله تعالى: {أينما تكونوا يدركّم الموت} النساء
وقوله تعالى: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا} النساء.
حيثما: اسم شرط جازم لفعلين للمكان.
نحو: حيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا.
ومنه قوله تعالى: {وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} البقرة
ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ " ما " الزائدة، ويكونان كالكلمة الواحدة، ومن دون " ما " تكون " حيث " ظرفا مكانياً غير جازم.
إعراب: أنى أين أينما حيثما:
وتعرب أسماء مبنية، أنى مبنية على السكون.
وأين أينما وحيثما مبنيات على الفتح.- وجميعها في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط.و "ما" زائدة في أينما وحيثما.
كيفما: اسم شرط يدل على الحال، ويشترط في عملها أن تقترن بـ " ما " الزائدة، كما هو الحال في " حيثما “، و " إذما " ومن دونها تكون اسما للاستفهام دالًا على الحالية، ويشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفظ والمعنى.
نحو: كيفما تعامل الناس يعاملوك. وكيفما تكن الأمة يكن الولاة.
إعراب كيفما:
1- إذا جاء فعل الشرط تاماً فتعرب حالاً، نحو:
كيفما تعامل الناس يعاملوك
★ فـ " كيف " اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط وهو الضمير المقدر " أنت " .
2- إذا جاء فعل الشرط فعلاً ناقصاً فتعرب خبراً لفعل الشرط.
نحو: كيفما يكن المرء يكن قرينه.
★ ف "كيف" اسم شرط مبني على الفتح في محل نصب خبر يكن، و "ما" زائدة .
أي: اسم شرط معرب لإضافتها لما بعدها من الأسماء المفردة.
نحو قوله تعالى (أيما الأجلين قضيت فلا عدوان عليّ)
ونحو قوله تعالى (أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى) الإسراء.
ومنه قول ابن الرومي:أولادنا مثل الجوارح أيها فقدنا
كان الفاجع البين الفقد
إعراب "أي "ُّ:
أي: اسم شرط معرب جازم لفعلين، وتعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي:
1- مبتدأ، إذا كان فعل لشرط متعديا، واستوفى مفعوله.
نحو: أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك.
2- وتأتي مبتدأ، إذا كان فعل الشرط لازماً لا يحتاج إلى مفعول به.
نحو: أيُّ طالب يجتهد يتفوق في الامتحان.
3- وتعرب مفعولًا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله.
نحو: أيَّ كتاب تقرأ تستفد منه.
ومنه قوله تعالى: {أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}
4- وتعرب حالًا من فاعل فعل الشرط. نحو: أيًا تجلس أجلس بجوارك.
فـ " أيا " حال من الضمير المستتر في " تجلس".
- وكون " أي " تضاف إلى الأسماء المفردة، فهي تضاف إلى العاقل.نحو: أي طالب يجتهد يتفوق.
- وتضاف إلى غير العاقل. نحو: أي كتاب تقرأه ينمِ ثقافتك.
- وتضاف إلى المصدر، فتعرب مفعولا مطلقا.
نحو: أي ادخار تدخره يدعم مستقبلك.
- وتضاف إلى الزمان، أو المكان، فتعرب مفعولا فيه.
نحو: أي ساعة تحضر تجدني في انتظارك.
ونحو: أي بلد تسافر تجد أصدقاء.
إرسال تعليق