أقسام حروف الجر باعتبار الاختصاص
تنقسم حروف الجر باعتبار اختصاصها إلى قسمين:
- ما يجر الظاهر والمضمر وهو سبعة أحرف: (من، وإلى، وعن، وعلى، وفي، والباء، واللام). وكلها لها شواهد وردت في القرآن.
- ما يجر الظاهر دون المضمر وهو سبعة أحرف : (الكاف، والواو، وحتى، والتاء، ومذ، ومنذ، ورب).
أما باب "المجرورات". فالجر لا يخلو بحال من الأحوال: إما أن يكون بأحد حروف الجر -وقد سبقت الإشارة إليها في أول الكلام-، وإما أن يكون بالإضافة، وإما أن يكون بالتبعية؛ لأن التابع للمجرور مجرور أيًّا كان.
المجرور بحروف الجر:
المجرور بحروف الجر هو: ما جر بأحد حروف الجر العشرين التي سبقت الإشارة إليها.
ولذلك في قوله: "وأما المخصوص بالحرف فهو: ما يخفض بمن وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف واللام وحروف القسم وهي: الواو والباء والتاء أو بواو رب وبمذ ومنذ".
ـــــــــــــــــــــ
مذ ومنذ يجران، وإن كان ما بعدهما مجرورا فهما حرفا جر، وإن كان ما بعدهما مرفوعا فهما -حينئذٍ - يرفعان على الابتداء، أو على الخبرية، أو تقدير آخر.
المجرور بالإضافة
"وأما ما يخفض بالإضافة فنحو قولك: غلام زيد".
تعريف الإضافة:
الإضافة هي نسبة اسم إلى اسم آخر بغرض تعريف الأوّل أو تخصيصه، فيسمى الأول مضاف والثاني: مضافا إليه
وهو على قسمين: ما يقدر باللام، وما يقدر بمن. فالذي يقدر بـ"اللام" نحو: "غلام زيد"، والذي يقدر بـ"من" نحو: ثوب خَزٍّ وباب ساجٍ وخاتم حديد".
الواقع أن الإضافة، يقول العلماء: "إنها تارة تكون على معنى "في"، وتارة تكون على معنى "من"، وتارة تكون على معنى "اللام"". وترتيبها هذا حسب القليل.
فأقلها أن تكون على معنى "في"،
ويليه أن تكون على معنى "من"،
وأكثرها وأوسعها أن تكون على معنى "اللام"
النوع الأول: أن تكون على معنى "في"
تكون على معنى "في" إذا كان المضاف إليه ظرفًا للمضاف. إذا كان المضاف إليه ظرفًا للمضاف فإن الإضافة -حينئذٍ- تكون على معنى "في"، وهذه ليست كثيرة. كما في قوله -تعالى-: (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)
هنا "مَكْر" مضاف و"الليل" مضاف إليه.
هل هي على معنى اللام؟
ليست مثل: غلام زيد "أي: غلام لزيد". وليست على معنى "من" مثل:باب ساج "أي: باب من ساج".
وإنما هي على معنى "في"؛ لأن المضاف إليه ظرف للمضاف؛ لأن المَكْر حصل في الليل. فالليل ظرف ووعاء للمضاف وهو "المكر"، والتقدير -حينئذ-: مكر في الليل.
النوع الثاني: أن تكون على معنى "مِن".
وهذه لا بأس بكثرتها، ويشترط فيها: أن يكون المضاف جزء من المضاف إليه "أي: أن يكونا من مادة واحدة". كما إذا قلت: هذا باب حديد، وهذا خاتم فضة، وهذا ثوب قطن.
فالثوب من القطن، والخام من الحديد، والباب من الخشب أو من الساج، فهي على معنى من؛ لأن المعنى: هذا من باب من الخشب، وهذا خاتم من فضة، وهذا ثوب من قطن أو من حرير أو من صوف أو نحو ذلك.
فإذا كان المضاف جزءا أو بعضا من المضاف إليه، أو من مادته -فإن الإضافة -حينئذٍ- تكون على معنى "من".
النوع الثالث: أن تكون بمعنى "اللام".
إن لم يكن ظرفًا له ولا جزءًا منه فهو النوع الثالث؛ لأنه هو الكثير الواسع، وهو الذي على معنى "اللام". كتاب محمد "أي: كتاب لمحمد"، غلام زيد "أي: غلام لزيد"، حصير المسجد "أي: حصير لمسجد" ونحو ذلك.
المجرور بالتبعية.
ويراد به ما أشرنا إليه من التوابع. فالمتبوع إذا كان مجرورًا فإن تابعه -حينئذٍ - يجر بهذه التبعية، سواء كان: نعتًا أو عطف بيان أو عطف نسق أو توكيدا أو بدلا.
وقد اجتمعت هذه الأمور الثلاثة: الجر بالحرف، والجر بالإضافة، والجر بالتبعية في "البسملة". في قولك: ( بسم الله الرحمن الرحيم)
" فيها الجر بالحرف: كلمة "اسم" مجرورة بالباء؛ لأن التقدير: أبدأ باسم الله. فالباء: حرف جر، واسم: مجرور بالباء.
إرسال تعليق