الإيجاز | التعريف | الأقسام | أمثلة
تعريف الإيجاز لغة واصطلاحا
تعريف الإيجاز لغة
الإيجاز
لغة
هو التقصير، يقال: أوجز في كلامه إذا قصره، وكلام وجيز أي كلام قصير.
تعريف الإيجاز اصطلاحا
الإيجاز اصطلاحا هو: اندراج المعاني المتكاثرة تحت اللفظ القليل،
أو هو التعبير عن المقصود بلفظ أقل من المتعارف بالمراد لفائدة.
فإذا لم يفِ كان إخلالا وحذفا رديئا كقول الحارث بن حلزة:
والعيش خير في ظلال النور ممن عاش كذا
لا شك أنه يريد شرط والعيش الناعم الرغد خير في ظلال النور والحمق من
العيش الشاق في ظلال العقل لكن لحن كلامه لا يدل على هذا إلا بعد التأمل
وإمعان النظر.
وقول عروة بن الوردي:
عجبت لهم إذ يقتلون نفوسهمومقتلهم عند الوغى كان أعذرا
فإنه يريد إذ يقتلون أنفسهم في السلم.
وقول بعضهم نثرا فإن المعروف إذا زجا كان أفضل منه إذا توفر وأبطأ لا شك أنه
يريد إذا قل وزجا.
أنواع الإيجاز
الإيجاز في اللغة العربية نوعان:
- إيجاز حذف
- إيجاز قصر
لأن الكلام القليل إذا كان بعضا من كلام أطول منه فهو إيجاز حذف،
وإن كان كلاما يفيد معنى كلام آخر أطول منه فهو إيجاز قصر.
1: إيجاز الحذف
الحذف يكون إما:
- مفرد.
- حذف جملة.
أ- حذف المفرد
حذف المفرد لأوسع مجالا من حذف الجملة إذ هو أكثر استعمالا، وذلك على
صور:
أ- حذف المسند إليه.
بـ- حذف المسند.
تـ- حذف المفعول.
ثـ- حذف المضاف.
جـ- حذف المضاف إليه.
حـ- حذف الموصوف وإقامة الصفة مكانه.
خ- حذف الصفة وإقامة الموصوف مقامها.
د- حذف القسم.
ذ- حذف جواب القسم.
ر- حذف الشرط.
ز- حذف جواب الشرط، وهو نوعان:
- أن يحذف لمجرد الاختصار.
- أن يحذف للدلالة على أنه شيء لا يحيط به الوصف.
س- حذف حروف المعاني: (لا)، (لو)، (الواو).
بـ- حذف الجملة
حذف الجملة يكون إما ب:
أ- حذف مسبب ذكر سببه.
ب- حذف سبب ذكر مسببه.
ت- حذف الأسئلة المقدّرة، ويلقب بالاستئناف، وعلا ذلك نوعين:
1- استئناف بإعادة اسم ما استؤنف عنه.
2- استئناف بإعادة صفته.
تـ- حذف الجمل
وأكثر ما يرد حذف الجمل قي كلام الله سبحانه وتعالى فهناك تتجلى مراتب
الإعجاز ويظهر مقدار التفاوت في صنعة الكلام، وذلك كقوله تعالى: (فقلنا
اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى) أي فضربوه بها فحيي فقلنا كذلك يحيي
الله الموتى، والحذف على وجهين:
أ- ألا يقام شيء من مقام المحذوف كما تقدّم.
ب- أن يقام مقامه ما يدل عليه، كقوله تعالى: (فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت
به إليكم). أي فلا لوم عليّ لأني قد أبلغتكم.
أدلة الحذف
أدلة الحذف كثيرة، منها:
- العقل الدال على المحذوف، والمقصود الأظهر الدال على تعيينه كقوله تعالى:
(حرمت عليكم الميتة) الآية، فالعقل يدل على أن الحرمة إنما تتعلق بالأفعال
لا بالذوات، والذي يتبادر قصده من مثل هذه الأشياء إنما هو التناول الذي
يعم الأكل والشرب.
- العقل الدّال عليهما معا كقوله تعالى: (وجاء ربّك) أي أمره أو عذابه، ويرى
صاحب الكشاف أن هذا ليس من باب الحذف، وإنما هو تمثيل لظهور قدرته وتبيين
لسلطانه وقهره، فمثلت حاله في ذلك بحال الملك إذا حضر بنفسه ظهر بحضور من
آثار الهيبة والسّياسة ملا يظهر بحضور عساكره ووزرائه وخواصه على بكرة
أبيهم.
- العقل الدّال على المحذوف والعادة الدّالة على تعيينه، كقوله تعالى: (فذلك
الذي لمتنني فيه)، فقد دلّ العقل على الحذف لأنه لا معنى للوم على ذات
الشخص، وأما تعيين المحذوف فإنه يحتمل أن يقدّر في حبه لقوله شغفها حبا، أو
في مراودته لقوله تراود قتاها عن نفسه، أو في شأنه حق يشملهما معا، ولكن
العادة تقضي بأن الحبّ المفرط لا يلام عليه صاحبه لأنه ليس من كشبه
واختياره، وإنما يلام على المراودة التي يقدر أن يدفعها عن نفسه.
- العقل الدّال على المحذوف والشروع في الفعل الدّال على تعيينه، كما في
باسم الله فإنك تقدّر المتعلق ما جعلت التسمية مبدأ له من نحو: آكل أو أشرب
أو أسافر.
- العقل الدّال على المحذوف واقتران الكلام بالفعل الدّال على تعيينه كما
تقول للمعرّس: بالرفاء والبنين أي أعرست.
2: إيجاز القصر
تعريف إيجاز القصر
إيجاز القصر هو: ما تزيد فيه المعاني على الألفاظ الدّالة عليها
بلا حذف، وللقرآن الكريم في ذلك المثل الأعلى، قال تعالى: (خذ العفو وأمر
بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، فتلك آية جمعت مكارم الأخلاق وانطوى تحتها كل
دقيق وجليل، إذ في العفو الصفح على من أساء والرفق في سائر الأمور
بالمسامحة.
3: المساواة
تعريف المساواة
المساواة هي: التعبير عن المعنى المقصود بلفظ مساو له لفائدة، بحيث
لا يزيد أحدهما عن الآخر حتى لو نقص اللفظ تطرق الخرم إلى المعنى بمقدار
ذلك النقصان.
والمساواة هي المذهب المتوسط بين الإيجاز والإطناب. وإليها يشير
القائل كأن ألفاظه قوالب معانيه، كقوله سبحانه وتعالى: (من كفر فعليه كفره
– كل امرئ بما كسب رهين – ومتعوهن على الموسع قدره (وعلى المقتر
قدره)).
وقوله عليه الصلاة والسلام: "الحلال بين والحرام بين وبين ذلك متشابهات" –
"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" – "الضعيف أمير الركب".
وقول علي كرّم الله وجهه: "عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته قد بصرتم إن
أبصرتم وهديتم إن اهتديتم".
إرسال تعليق