- من الأسماءِ ما تمتنعُ إضافتُه كــ(الضمائرِ وأسماءِ
الإشارةِ والأسماءِ الموصولةِ وأسماءِ الشرط وأسماءِ الاستفهام) إلاّ
"أيّاً" فهي تُضافُ.
- ومن الأسماء ما هو صالح للاضافة والإفراد (أي عدمِ
الإضافة)، كغلامٍ وكتابٍ وحصانٍ ونحوهما.
والأسماء التي تلازم الإضافة على نوعين هما:
1- نوعٍ يلازِمُ الإضافةَ إلى المفرد.
2- ونوعٍ يُلازمُ الإضافةً إلى الجملة.
أولا: الاسم المُلازِمُ الإِضافةِ إلى المُفْرَد
ينقسم الاسم المُلازِمُ الإِضافةِ إلى المُفْرَد على نوعين،
هما:
أ- نوعٌ لا يجوزُ قطعُه عن الإضافة مطلقا.
ب- ونوعٌ لا يجوزُ قطعهُ عنها لفظاً فقط لا معنًى.
أي: يقطع ويكونُ المضافُ إليه مَنوِياً في الذِّهن.
ما لا يجوز قطعه عن الإضافة مطلقا
فما يلازمُ الاضافةَ إلى المفردِ غيرَ مقطوعٍ عنها، هو: "عِند وَلدَى وَلدُن وبين ووَسط" (وهي ظروف).
و"شِبْهٌ وقابٌ وكِلاَ وكِلتا وسوَى وذُو وذاتٌ وذَوَا وذَوَاتا وذَوُو
وذواتِ وأُولُو وأَولات وقُصارَى وسُبحان ومَعاذ وسائر ووَحْد ولبَّيْك
وسَعدَيكَ وحَنانَيكَ ودَواليكَ" (وهي غيرُ ظروف).
ما لا يجوز قطعه عنها لفظا فقط لا معنى
وأمّا ما يُلازم الإضافةَ إلى المفرد، تارةً لفظاً وتارةً معنًى،
فهو: "أوَّل ودون وفَوق وتحت ويمين وشِمال وأمام وقُدَّام وخَلف وورَاء
وتِلقاء وتجاه وإزاء وحِذاء وقبل وبعد ومَع" (وهي ظروف).
و"كلٌّ وبعضٌ وغير وجميعٌ وحَسْبٌ وأيُّ" (وهي غيرُ ظروف).
بعض أحكام ما يلازم الاضافة إلى المفرد
ما يُلازمُ الاضافةَ إلى المفرد لفظاً أنواع، فمنه:
- ما يضافُ إلى الظاهر والى الضميرِ
وهوَ: "كِلاَ وكِلتا ولَدى وَلدُنْ وعند وسوى وبين وقُصارَى ووسَط ومِثل
وذَوُو ومَع وسُبحان وسائر وشِبه".
- ما لا يُضافُ إلّا إلى الظاهر
وهو: "أُولو وأُولات وذُو وذات وذَوَا وذَوَاتا وقاب ومَعاذ".
- ما لا يضافُ إلا إلى الضميرِ
وهو: "وَحْد": ويضافُ إلى كلِّ مَضمَرٍ فتقولُ: "وحدَهُ ووحدَكَ
ووحدَها ووحدَهما ووحدَكم .....".
وكذلك: "لبَّيكَ وسَعدَيكَ وحنانيكَ ودَواليكَ": ولا تُضاف إلا
إلى ضمير الخطاب، فتقول: "لبَيَّكَ ولَبيّكما وَسعدَيكمُ ....
".
وهي مصادر مثناة لفظاً ومعناها التكرار:
فمعنى "لبيك": اجابة لك بعد اجابة.
ومعنى "سعديك": اسعاداً لك بعد اسعاد.
وهي لا تُستعمل الا بعد "لبيك".
ومعنى "حنانيك": تحنّناً عليك بعد تحنن.
ومعنى "دواليك": تداولاً بعد تداول.
وهذه المصادر منصوبة على أنها مفعول مطلق لفعل محذوف، إذ
التقدير: "ألبيك تلبيةً بعد تلبيةٍ.
وأسعدك إسعاداً بعد اسعاد" .. الخ.
وعلامة نصبها الياء لأنها تثنية.
كلا و كلتا:
كِلا وكلتا: إن أُضيفتا إلى الضمير
أُعربتا إعرابَ المُثنّى، بالألف رفعاً، وبالياءِ نصباً
وجراً
وغالباً ما يكون توكيداً معنويا تابعاً لما قبله (المؤكد)، نحو:
- جاءَ الرجلانِ كلاهما.
- رأيتُ الرجلين كليهما.
- مررتُ بالرجلين كليهما.
وإن أُضيفتا إلى اسمٍ غيرِ ضمير
أُعربتا إِعرابَ الاسم المقصور بحركاتٍ مُقدَّرةٍ على الألف للتعذُّر (رفعاً ونصباً وجراً) وفقا لموقعها من الجملة، نحو:
- جاءَ كِلا الرجلين.
- رأيتُ كلا الرجلين.
- مررتُ بكلا الرجلين.
وهما لا تُضافان إلا إلى المعرفة وإلا إلى كلمةٍ واحدة تدُلُّ على اثنين،
فلا يُقال:
- كِلا رجلينِ؛ لأن "رجلين" نكرة
- ولا يقال: كِلا عليٍّ وخالدٍ؛ لأنها مضافةٌ إلى المفرد.
أيُّ:
تأتي أيُّ، على خمسة أنواعٍ: (موصوليّةٍ ووصفيّةٍ وحاليّةٍ واستفهاميّةٍ وشرطيّة).
فإن كانت أيُّ اسماً موصولاً
فلا تُضاف إلا إلى معرفةٍ، كقولهِ تعالى: {ثُمَّ لَنَنزِعنَّ من
كلِّ شيعةٍ أيُّهم أشدُّ على الرَّحمنِ عِتِياً}.
وإن كانت أيُّ منعوتاً بها، او واقعةً حالاً،
فلا تُضافُ إلا إلى النكرةِ ، نحو: "رأيتُ تلميذاً أيَّ تلميذٍ"،
ونحو "سرَّني سليمٌ أيَّ مجتهدٍ".
وإن كانت أيُّ استفهاميّةً، أو شرطيّةً، فهي تُضافُ إلى النكرة والمعرفة، فتقولُ في الاستفهاميّة: "أي رجلٍ
جاءَ؟ وأيُّكم جاءَ؟"
وتقولُ في أيّ الشرطيّة "أيُّ تلميذٍ يجتهدْ أكرمْهُ. وأيّكم
يجتهدْ أُعطهِ".
وقد تُقطَعُ "أيُّ"،
الموصوليّةُ والاستفهاميّة والشرطيّةُ، عن الاضافة لفظاً، ويكونُ
المضافُ إليه مَعنوياً.
فأيّ الشرطيّةُ كقولهِ تعالى: {أيّاً ما تَدعُوا فلَهُ الأسماءُ
الحُسنى}. والتقديرُ "أيَّ اسمٍ تدعو"
و أيّ الاستفهاميّةُ نحو: "أيٌّ جاءَ؟ وأيّاً أكرمتَ؟"، والموصوليّةُ
نحو: "أيٌّ هوَ مجتهدٌ يفوزُ. وأكرمْ ايّاً هو مجتهدٌ".
أما "أيُّ" الوصفيّةُ والحاليّةُ فملازمةٌ للاضافة لفظاً
ومعنًى.
غير:
غير اسمٌ دال على مخالفةِ ما بعدَه لحقيقةِ ما قبلَهُ. وهو ملازمٌ للاضافةِ إلى الاسم أو الضمير.
وإذا وقعَ غير بعدَ "ليس" أو "لا" جازَ بقاؤه مضافاً، نحو: "قبضتُ
عشرة ليس غيرها، أو لا غيرها" وجازَ قطعهُ عن الاضافة
لفظاً وبناؤه على الضمَّ، على شرط أن يُعلَمَ المضاف إليهِ، فتقول: "ليس غيرُ
أو لا غيرُ".
حَسب:
حسب بمعنى "كافٍ". ويكون مضافاً، فيعرَبُ بـ(الرفع والنصب
والجر).
وحسب لا يكون إلا مبتدأ، مثل: "حسبُكَ اللهُ"، أو خبراً، نحو: "اللهَ
حَسبي"، أو حالا، نحو: "هذا عبدُ اللهِ حسبَكَ
من رجلٍ"، أو نعتاً، نحو: "مررتُ برجلٍ حَسبِكَ من رجلٍ. ورأيتُ رجلاً
حَسبَكَ من رجلٍ. وهذا رجلٌ حَسبُكَ من رجل".
ويكونُ مقطوعاً عن الاضافة، فيكون بمنزلةِ "لا غيرُ"، فيُبنى على
الضمِّ، ويكونُ إعرابهُ محليّاً، نحو:
- رأيتُ رجلاً حسبُ.
- ورأيت علياً حسبُ.
- وهذا حسبُ.
فحسبُ، في المثالِ الأول منصوبٌ محلاً؛ لأنه نعتٌ لرجلاً.
وفي المثال الثاني منصوبٌ محلاً؛ لأنه حالٌ من "عليّ".
وفي المثالث الثالث مرفوعٌ محلاً؛ لأنه خبر المبتدأ.
وقد تَدخلُه الفاءُ الزائدةُ تزييناً لِلَّفظِ، نحو "أخذت عشرةً
فحسبُ".
كلّ وبعض:
كل و بعض يكونان مُضافينِ، نحو: "جاءَ كلُّ القومِ
أو بعضُهم".
ويكونان ايضا مقطوعينِ عن الاضافة لفظاً، فيكون المضافُ إليه
مَنوياً، كقوله تعالى: {وكُلاًّ وعدَ اللهُ الحُسنى}، أي
كلاًّ من المجاهدينَ والقاعدينَ، أي كلَّ فريق منهم.
وقولهِ: {وفضّلنا بعض النّبيينَ على بعضٍ}، أي على بعضهم.
جميع:
يكونُ جميع مضافاً، نحو: "جاءَ القومُ جميعُهم".
وغالباً ما يعرب في مثل هذا الموضع توكيدا معنويا.
كما يكون مقطوعاً عن الاضافةِ منصوباً على الحال، نحو "جاءَ
القومُ جميعاً"، أي: مجتمعينَ.
وكما في قوله تعالى: (إنّ الله يغفر الذنوبَ جميعا).
ثانيا: بعض الأسماء المُلاَزِمُة الإضافة إِلى الجُمْلَةِ
ممّا يلازمُ الاضافةَ إلى الجملة هو: (إذْ وحيثُ وإذا ولمّا ومذ ومُنذ).
فـ(إذْ وحيثُ) تُضافانِ إلى الجُملِ الفعليّة والاسميّة
على تأويلها بالمصدر.
فالأولُ كقوله تعالى: {واذكروا إذْ كُنتم قليلاً}
وقولهِ: {فأتوهنَّ من حيثُ أمرَكمَ اللهُ}.
والثاني كقوله عزَّ وجلَّ: {واذكروا إذْ أنتم قليلٌ}.
وقولِكَ: "اجلِسْ حيث العلمُ موجودٌ".
و "إذا ولمّا" تُضافانِ إلى الجملِ الفعليةِ خاصةً، وكلاهما
منصوبان محلا على الظرفية الزمانية
غير أن "لمّا"يجبُ أن تكونَ الجملةُ المضافةُ إليها ماضيّةً وتكون
على تقدير ( عندما أو حينما )، نحو: "إذا جاءَ عليٌّ أكرمتُه" و
"لمّا جاءَ خالدٌ أعطيته"
قال تعالى: ( ولمّا ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون)
.
وإذا دخلت لمّا على المضارع فتكون حرف نفي وجزم وقلب لا علاقة لها
بالظرفية، ولا تضاف لما بعدها، كما في قوله تعالى: (كلا لمّا يقضِ
ما أمره)
و "مُذْ ومنذُ" إن كانتا ظرفينِ ؛ أُضيفتا إلى الجمل
الفعليّةِ والاسميّة، نحو: "ما رأَيتُكَ مُذْ سافرَ سعيدٌ. وما
اجتمعنا منذُ سعيدٌ مسافرٌ".
وإن كانتا حرفيْ جرٍّ، فما بعدَهما اسمٌ مجرورٌ بهما.
واعلم أنَّ "حيثُ" لا تكون إلّا ظرفاً.
ومن الخطأ استعمالُهما للتعليلِ ، بمعنى "لأنّ"، فلا يُقالُ
"أكرمتُه حيث إنّه مجتهدٌ"، بل يُقالُ "لأنه مجتهدٌ".
وما كان بمنزلةِ "إذْ" أَو "إذا"، في كونه اسمَ زمانٍ
مُبهماً لِمَا مضَى أَو لما يأتي، فإنهُ يُضافُ إلى الجمل، نحو: "جئتك
زمنَ عليٌّ والٍ"، أَو "زمنَ كان عليٌّ والياً".
ومنه قوله تعالى: {يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بَنونَ، إلا من أتى اللهَ
بقلبٍ سليم}
وقوله تعالى: {هذا يومُ ينفعُ الصادقينَ صِدقُهُم}.
بَعْضُ أَحكامٍ الإِضافة
- قد يكتسبُ المضافُ التأنيثَ أو التذكيرَ من المضاف إليه فيُعامَلُ
معاملةَ المؤنثِ، وبالعكس.
بشرطِ: أن يكون المضافَ صالحاً للاستغناءِ عنه وإقامةِ المضافِ إليه
مُقامَهُ، نحو:
"قُطعتْ بعضُ أصابعهِ"، ونحو: "شمسُ العقلِ مكسوفٌ بِطَوعِ
الهَوى".
والأولى مُراعاةُ المضاف، فتقولُ: "قُطعَ بعضُ أصابعهِ". وشمسُ العقل
مكسوفةٌ بِطَوع الهوى.
إلا إذا كان المضافُ لفظَ "كُلّ" فالأصلحُّ التأنيث نحو قوله تعالى:
"يومَ تَجِدُ كلُّ نفسٍ ما عَمِلتْ من خير مُحضَراً".
أما إذا لم يصحَّ الاستغناءُ عن المضاف، بحيثُ لو حُذفَ لَفَسدَ المعنى
فمُراعاةُ تأنيثِ المضاف أو تذكيرِهِ واجبةٌ، نحو: "جاءَ غُلامُ فاطمةَ،
وسافرتْ غلامةُ خليلٍ".
فلا يقالُ: "جاءَت غلامُ فاطمةَ"، ولا: "سافر غلامةُ خليل"، إذ لو حُذف
المضافُ في المثالين، لفسدَ المعنى.
- لا يَضافُ الاسمُ إلى مرادِفه.
فلا يقالُ: "ليثُ أسدِ". إِلا إِذا كانا عَلمينِ فيجوزُ، مثل "محمدُ
خالدٍ"
ولا موصوفٌ إلى صفتهِ، فلا يقال "رجلُ فاضلٍ".
وأمّا قولهم: (صلاةُ الأولى، ومَسجدُ الجامعِ، وحَبَّةُ الحَمقاءِ، ودارُ
الآخرةِ، وجانبُ الغربي) ..
فهو على تقدير حذفِ المضافِ إليه وإقامةِ صفتهِ مُقامَهُ.
والتأويلُ "صلاةُ الساعةِ الأولى، ومسجدُ المكان الجامع، وحبةُ البَقلة
الحمقاءِ، ودارُ الحياة الآخرة، وجانبُ المكانِ الغربي".
وأمّا إضافةُ الصفةِ إلى الموصوف فجائزةٌ بشرط ان يصحَّ تقديرُ "مِن" بين
المضافِ والمضافِ إليه، نحو:
"كرامُ الناسِ، وجائبةُ خبرٍ، ومُغَرِّبةُ خَبرٍ، وأخلاقُ ثياب، وعظائمُ
الأمورِ، وكبيرُ أمرٍ".
والتقديرُ "الكرام من الناس، وجائبةٌ من خبر الخ".
أمّا إذا لم تقدير يصحْ "مِن" فهيَ ممتنعةٌ، فلا يقالُ "فاضلُ رجلٍ،
وعظيمُ أمير".
- يجوز أن يُضافَ العامُّ إلى الخاصّ، كـ (يوم الجُمعة، وشهر
رمضانَ).
ولا يجوزُ العكسُ؛ لعدم الفائدة، فلا يقالُ: "جُمعة اليوم، ورمضان
الشهر".
- قد يضافُ الشيءُ إلى الشيءُ لأدنى سَببٍ بينَهما ويُسمُّونَ ذلك
بالإضافةِ لأدنى مُلابَسةٍ.
وذلكَ أنك تقولُ لرجلٍ كنتَ قد أجتمعتَ به بالأمسِ في مكان: "انتظرني
مكانَكَ أمسِ".
فأضفتَ المكانَ إليه لأقلَّ سببٍ، وهو اتفاقُ وُجوده فيه، وليس المكانُ
ملكاً لهُ ولا خاصاً به .
- إذا أمِنوا الالتباسَ والإبهامَ حذفوا المضافَ وأقاموا المضافَ إليه
مُقامَهُ، وأعربوهُ بإِعرابهِ.
ومنه قولهُ تعالى:
{واسألِ القريةَ التي كنّا فيها والعِيرَ التي أقبلنا فيها}.
والتقديرُ: واسألْ أهل القريةَ وأصحابَ العِيرِ.
أما إن حصلَ بحذفه إبهامٌ والتباسٌ فلا يجوزُ، فلا يُقالُ: "رأيتُ
عليّاً". وأنتَ تُريدُ "رأيتُ غلامَ عليّ".
إرسال تعليق