إِعْجَازُ القُرْآنِ عِنْدَ البَاقِلَّانِيِّ
ھو القاضي أبو بكر الباقلاني، ألف كتابا مشھورا أسماه "إعجاز القرآن" ردا على مطاعن الملاحدة والمشككين في عصره.
وتضمن الكتاب المذكور أھم أفكاره عن فكرة الإعجاز في الخطاب القرآني، بحيث اعتبر الباقلاني القرآن الكريم معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر الأجيال إلى يوم القيامة، إذ ھي تتحدى الإنس والجن والتحدي قائم إلى يوم القيامة.
إن القرآن الكريم في نظر الباقلاني معجز بأسلوبه وبلاغته، تحدى العرب فعجزوا عن معارضته وأكد أن أقل المعجز في القرآن ھو أقصر سورة منه.
ولقد حصر الباقلاني وجوه الإعجاز في عشرة وجوه، ذكر منھا نظم القرآن وأسلوبه وبلاغته وتوسع في ذلك كثيرا، ثم أوضح باقي الوجوه الأخرى لإعجاز القرآن.
وخلاصة رأي الباقلاني في الإعجاز أن معجزة ھذه النبوة ھو القرآن الكريم، فالرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان قد أيد بمعجزات جمة لا يمكن إنكارھا، إلا أن معجزة القرآن كانت معجزة عامة عمت الثقلين، وبقيت بقاء العصرين الليل والنھار.
ثم يشير الباقلاني إلى ما حكي عن بعضھم من أنه وإن كان قد عجز عنه أھل العصر الأول فليس أھل ھذا العصر بعاجزين عنه، ويكفي -حسب الباقلاني- عجز أھل العصر الأول في الدلالة على العجز والقصور لأنھم خصوا بالتحدي دون غيرھم.
إن القرآن الكريم معجز في ذاته، وھذا ھو التحدي الذي واجه العرب به.
ذلك أنه تحداھم إلى أن يأتوا بمثله وقرعھم على ترك الإتيان به طوال السنين فلم يأتوا بذلك.
ويقرر الباقلاني أن ھذا الإعجاز إنما كان بالدرجة الأولى من ثلاثة وجوه:
- الإخبار عن الغيبيات
- أمية الرسول صلى الله عليه وسلم
- نظم القرآن
1- الإخبار عن الغيبيات
فقد وعد سبحانه محمدا صلى الله عليه وسلّم أنه سيظھر دينه على الأديان ففعل سبحانه فقال: (ھو الذي أرسل رسوله بالھدى ودين الحق ليظھره على الدين كله ولو كره المشركون) التوبة.
2- أمية الرسول صلى الله عليه وسلم
فقد كان عليه الصلاة والسلام أميا لا يقرأ ولا يكتب ولا يعرف شيئا عن كتب المتقدمين وأنبيائھم وسيرھم.
ثم أتى بجملة ما وقع من خلق آدم إلى مبعثه.3- نظم القرآن
وبخصوص ھذه النقطة، يصف الباقلاني القرآن بأنه بديع النظم عجيب التأليف متناه في البلاغة إلى الحد الذي يعلم عجز الخلق عنه.
إن القرآن الكريم في تصور الباقلاني فصاحة لم تعھد من ذي قبل ولا بعد.
وھو نھاية البلاغة وغاية البراعة التي لا يقدر عليھا البشر.
أما السبيل في تصوره الذي به يعرف إعجاز القرآن حقيقة ھو معرفة اللغة العربية معرفة تامة وإدراك خصائصھا وسماتھا ومعرفة وجوه البلاغة بكل علومھا وأصولھا وفروعھا، كذلك الاطلاع على النماذج الفذة مما أثر عن العرب من شعراء وخطباء حتى يعرف المكانة الحقيقية لبلاغة القرآن وجمال نظمه.
فبلاغة القرآن -في تصوره- لا تسمو إليھا أي بلاغة شاعر أو كاتب.
وكأن الباقلاني بكلامه ھذا، يشرح ما قاله الرماني من أن للكلام ثلاث طبقات طبقة عليا وھي طبقة القرآن وطبقة وسطى وطبقة دنيا، وھذان الأخيران ھما طبقتا البلغاء على اختلاف
كما قد يلفت انتباهك الآتي:
👈 ما هي المعجزة
👈 الشيخ الرماني ورأيه في الإعجاز القرآني
👈 الإمام الخطّابي ورأيه في الإعجاز القرآني
إرسال تعليق